لقد كنتُ دائمًا فتاةً تحب الموسيقى حبًا لا حدود له. فالألحان والإيقاعات بمثابة رفقاء لروحي، فهي تمدني دائمًا بالراحة والقوة سواء كنتُ وحيدة أو سعيدة. ومع ذلك، هناك رفيق خاص آخر في حياتي، قطة صماء أسميتها الصمت.
التقيت بـ "سايلنس" لأول مرة في مركز لإنقاذ الحيوانات، حيث دعاني أحد الأصدقاء للمساعدة في رعاية بعض الحيوانات الضالة التي تم إنقاذها حديثًا. في ذلك الوقت، كانت عينا "سايلنس" مملوءتين بالعجز والارتباك، وكأنها تتساءل عن العالم. كنت أعلم أن "سايلنس" لا تستطيع سماع أصوات العالم، لكنني اعتقدت أنها تستطيع أن تشعر بدفئي وحبي. دون تردد، قررت تبنيها، ومنحها منزلًا وملاذًا آمنًا تعتمد عليه.
على الرغم من أن الصمت لا يستطيع سماع صوت البيانو أو همهمة قلبي، إلا أنه يشعر دائمًا بمشاعري بطريقته الفريدة. كلما انغمست في عالم الموسيقى، كانت الصمت تجلس بجانبي بهدوء، وتحدق فيّ بعينيها العميقتين المليئتين بالروح وكأنها تستطيع فهم كل نغمة في قلبي.
لقد نشأت بيننا رابطة تتجاوز الكلمات. فأنا أنقل حبي من خلال اللمسات اللطيفة والنظرات الدافئة، في حين ترد الصمت بجسدها الناعم وحضورها المريح. يتجاوز تواصلنا حدود اللغة؛ فنحن نفهم بعضنا البعض بعمق من خلال التواصل البصري ولغة الجسد.
أحيانًا أشعر أن الصمت هو رفيقي الروحي. ورغم أنه لا يسمعني، إلا أنه يشعر بكل تغير عاطفي في داخلي. فعندما أشعر بالسعادة، تقفز حولي بسعادة؛ وعندما أشعر بالحزن، تدفع يدي برفق برأسها، وتقدم لي الراحة الصامتة.
لقد علمتني الأيام التي قضيتها مع الصمت المعنى الحقيقي للحب والرفقة. لقد علمتني كيف أقدر جمال ودفء العالم بقلبي، مما جعلني أقدر كل شخص ثمين وكل لحظة في حياتي أكثر. أعتقد أنه مهما كانت التحديات والصعوبات التي قد نواجهها في المستقبل، فسوف نتغلب عليها معًا، حيث شكلنا رابطًا عاطفيًا لا ينفصم.
الصمت، يا قطتي الصماء العزيزة، أنت كنزي الأثمن وأجمل منظر في حياتي.