في صباح أحد الأيام الهادئة، بينما كنت أتجول على طول الطريق المؤدي إلى استوديو اليوجا، اخترق الهدوء فجأة صوت مواء خافت من الشجيرات، وكأن القدر قد ألف لحنًا دقيقًا خصيصًا لهذه اللحظة.
وبعد سماعي للصوت، اكتشفت قطة صغيرة تختبئ في العشب. كانت عيناها تكشفان عن الارتباك والعجز. كانت تحاول القفز فوق جدار يبلغ ارتفاعه أربعة أو خمسة أضعاف ارتفاعها، لكنها فشلت في كل مرة، لكنها لم تستسلم أبدًا. أدركت أن هذا الصغير ربما تركته أمه عن طريق الخطأ، وهو يبحث يائسًا عن مكان ينتمي إليه.
ناديت القطة بلطف، على أمل أن تشعر بلطفي. بدا أنها تفهمت الأمر واقتربت مني بحذر. أخرجت بعض الحليب من حقيبتي، وفتحت العبوة بعناية، ووضعتها على الأرض، على أمل أن تجد بعض الراحة في الدفء. ومع ذلك، أبدت القليل من الاهتمام بالحليب، واكتفت بشم رائحته قبل التراجع إلى الشجيرات.
وبعد أن شعرت بموجة من التعاطف، قررت أن آخذ القطة إلى عيادة بيطرية. وقد شخّص الطبيب البيطري حالتها بأنها تعاني من مشاكل مرتبطة بالتوتر. وفي تلك الليلة، كانت القطة تصرخ أحيانًا، وهو ما أثار حزني. فبحثت عنها في كل مكان، لكنها ظلت مختبئة. ولم تظهر من إحدى الزوايا إلا في ظهر اليوم التالي، وكأنها تقول: "أنا بخير، لا تقلق".
ومع مرور الوقت، تكيف القط الصغير تدريجياً مع بيئته الجديدة. وتعلم استخدام صندوق الفضلات دون أي تدريب. وفي كل صباح، كان يركض في أرجاء المنزل بمرح، احتفالاً ببدء يوم جديد. وكان يستمتع بالجلوس بجانب الأريكة بينما نشاهد التلفاز، وكلما عدت إلى المنزل، كان يهرع نحوي، ويفرك ساقي، معبراً عن عاطفته. وعندما كنت أداعبه، كنت أسمع هديره، مثل محرك صغير، يملأني بالدفء.
في الليل، كان يحتاج إلى أن يكون بالقرب مني لينام. وفي بعض الأحيان، كان يداعب وجهي وكأنه يقول لي: "أنا أحبك حقًا". لم يزعجني قط أثناء قص أظافري أو عندما أمسح عينيه، مدركًا أن هذه أفعال حب. لقد قبلني بلا شك كأم له، ورأيت فيه هدية ثمينة في حياتي.
الآن، أصبح هذا الطفل الذي يبلغ من العمر شهرًا واحدًا جزءًا لا غنى عنه من عائلتنا. لقد ملأ وجوده اللطيف ورفقته حياتي بأشعة الشمس والدفء. مرحبًا بك في حياتي، قطتي الصغيرة اللطيفة.