في ظهيرة ربيعية مشرقة ودافئة بعض الشيء، انطلق ابني جاك، بعينيه المليئتين بالفضول والطاقة اللامحدودة، مسرعًا نحو الحديقة المشمسة خلف منزلنا. كان يحمل في يده طائرة ورقية ملونة، يركض ويضحك، وكان ضحكه هشًا وشجيًا مثل نبع جبلي، يملأ الحديقة بأكملها بالبهجة. ومع ذلك، وبينما كنا منغمسين في السعادة التي جلبها، هبت هبة ريح مفاجئة حملت الطائرة الورقية بعيدًا ومعها وجود جاك.
مع اقتراب الغسق وعدم عودة جاك كما كان متوقعًا، توترت قلوبنا بسبب القلق والخوف الذي اجتاحنا مثل موجة المد. انفصلنا وبدأنا في البحث، مناديين باسم جاك بقلق في الحديقة وحولها، لكن الاستجابة الوحيدة كانت صدى الصوت الفارغ والليل العميق.
في هذه اللحظة، بدا أن كلبتنا جويس، التي كانت تستمتع بأشعة الشمس ببطء عند الباب، شعرت بالتوتر غير المعتاد. وقفت فجأة، وكانت عيناها البنيتان والسوداء تلمعان بعزم غير مسبوق. بدا أنها فهمت شيئًا ما، وبدون تردد، اندفعت خارج الباب، وبدأت في البحث عن جاك.
كانت جويس تتجول في كل ركن من أركان الحديقة، وكانت أنفها قريبة من الأرض، وتشم بعناية كل شبر من التربة بحثًا عن رائحة جاك. كانت تقفز فوق الجداول، والمياه تغمر فراءها، لكنها لم تمانع؛ كانت تشق طريقها عبر الغابة، وكانت الأغصان تخدش جلدها، لكنها استمرت. بدا الوقت وكأنه يتباطأ، وكل ثانية مليئة بالألم، لكن عزم جويس لم يتزعزع أبدًا.
أخيرًا، على حافة مرج مخفي، التقطت جويس رائحة مألوفة ومريحة. نبح بحماس، وكان صوتها مليئًا بالفرح والفخر لأنها وجدت جاك. اندفعت إلى أعماق المرج وهناك، ملتفًا وشاحبًا، بعينين مليئتين بالخوف والعجز، كان جاك. ولكن في اللحظة التي رأى فيها جويس، أضاء الأمل عينيه على الفور.
اقتربت جويس من جاك برفق، وفركته بجسدها الدافئ وكأنها تقول له: "لا تخف، أنا هنا". ثم لعقت الدموع على وجهه، وقدمت له الراحة والقوة. ثم قادت جاك خطوة بخطوة خارج المرج المخيف، إلى طريق العودة إلى المنزل.
عندما رأيناهما يعودان جنبًا إلى جنب، اختفى الثقل الذي كان يثقل قلوبنا أخيرًا. اندفعنا للأمام، وعانقنا جاك بقوة، وامتزجت الدموع بالابتسامات. وقفت جويس بهدوء بجانبنا، وذيلها يهز بعنف، تشاركنا فرحتنا.
ومنذ ذلك الحين، ازدادت مكانة جويس في منزلنا رفعة. لم تكن مجرد حيوان أليف لدينا، بل كانت البطلة والملاك الحارس لعائلتنا. وكلما روينا هذه الحادثة، نفعل ذلك بامتنان عميق، ونروي شجاعة جويس، وكانت تستجيب دائمًا بطريقتها الفريدة، تهز ذيلها. لقد أعددنا عشًا صغيرًا خاصًا لجوييس، مملوءًا بالوسائد الناعمة وألعابها المفضلة والحلوى. كل مساء عند غروب الشمس، تتجمع عائلتنا في الفناء، ونشاهد جويس وهي تمرح في الضوء الذهبي، وقلوبنا مليئة بالدفء والسعادة.