أنا إدموند، مراهق مصاب بالتوحد. كان عالمي دائمًا صامتًا ومنعزلاً حتى دخلت قطتي هيلين إلى حياتي.
في الماضي، كنت أتعرض للتنمر في المدرسة بسبب طبيعتي الضعيفة والخجولة. وبعد انفصال والديّ، بدأ كل منهما في تأسيس أسرة جديدة، الأمر الذي لم يلحظ مشاعري. كنت أخاف التواصل مع الناس، وأخشى ردود أفعالهم ونظراتهم غير المتوقعة. ومع ذلك، أصبحت قطتي هيلين هي سلوتي الوحيدة.
هيلين قطة ذات فراء أبيض كالثلج وعينان مثل حجرين من الياقوت الأزرق اللامع، عميقة ولطيفة. كلما شعرت بالقلق أو الوحدة، كانت تأتي إلى جانبي بهدوء، ففرائها الناعم وجسدها الدافئ يبدد البرودة في قلبي.
في يوم مشمس بشكل خاص، كنت جالسًا بمفردي على كرسيي الهزاز، وقد امتلأت نفسي بالارتباك والعجز. ضممت ركبتي بقوة، وكأن ذلك قد يحميني من لامبالاة العالم الخارجي. وفجأة، سمعت صوت قفز خفيف. نظرت لأعلى، فرأيت هيلين. قفزت على حافة النافذة، ثم قفزت برفق إلى قدمي، ونظرت إليّ بعينيها الياقوتيتين.
شعرت بالدفء والعناية في عينيها، وكأنها تقول لي: "لا تخافي، أنا هنا". مددت يدي، وداعبت فراءها برفق، وشعرت بنعومته ودفئه. بدأت أسكب قلبي عليها، وأشاركها أسرارًا وآلامًا لم أستطع أن أخبر بها أحدًا آخر. شعرت أن التحدث معها أمر سهل وطبيعي.
استمعت هيلين بهدوء إلى اعترافاتي، وذيلها يتمايل برفق، وكأنها تستجيب لكلماتي. شعرت بتفهمها وراحتها، وكأن كل وحدتي وارتباكي قد تحررا في تلك اللحظة.
لقد غمرتنا أشعة الشمس، فخلقت صورة دافئة وجميلة. لقد تجاوزت العلاقة والتواصل بيني وبين هيلين حدود اللغة، وأصبحت صداقة صامتة وراحة. في هذا العالم المليء بالوحدة والارتباك، فهي دعمي الأكثر صلابة وصديقتي الوحيدة.