في إحدى بعد الظهيرة المشمسة، عندما كانت أشعة الشمس الدافئة تغمر الأرض، بدا لقائي بكالييسي وكأنه قدر محاك بعناية. كنت جالسًا على الدرج أمام منزلي، مستمتعًا بهدوء اللحظة. وفجأة، ظهر كلب ضال في نظري، يحمل جروًا حديث الولادة في فمه، ويسير ببطء نحوي.
وقفت مندهشًا. كان الجرو الصغير مبللاً بالكامل، وفراؤه ملتصق بجسده الصغير الهزيل، مما جعله يبدو رقيقًا للغاية. لم تكن عيناه قد فتحتا بالكامل بعد، لكنهما كشفتا بالفعل عن فضول وشوق لهذا العالم. حدق الجرو في الكلب الضال بعينين مليئتين بالاعتماد والتردد، وكأنه يتوسل ألا يتخلى عنه.
مددت يدي برفق محاولاً انتزاع الجرو من فم الكلب الضال. وشعر الكلب بحسن نيتي، فخفف من حذره، وسمح لي باحتضان الجرو بعناية بين يدي. ارتجف الجرو بين يدي، وكأنه يعبر عن عجزه وخوفه. قمت بتدليل فروه برفق بأطراف أصابعي، محاولاً نقل الدفء والراحة إليه.
حملت الجرو إلى الداخل، واستخدمت منشفة ناعمة لتجفيف جسمه، ووضعته على وسادة دافئة. بدا وكأنه يشعر بالراحة والأمان، وبدأ يسترخي تدريجيًا. ربتت على رأسه برفق، فاستجاب لي بالإمساك بأصابعي بخفة بمخالبه الصغيرة، وكأنه يتفاعل معي.
مع مرور الوقت، أصبحت التفاعلات بين خاليسي وأنا أكثر تواترا. كلما عدت إلى المنزل، كانت أول من يهرع إلى جانبي، تداعب ساقي وتنبح فرحا. كنت أحملها برفق، وأداعب فراءها، وأشاركها أفراحي وأحزاني.
ذات مرة، شعرت بالإحباط قليلاً وجلست على الأريكة، وأنا أفكر بصمت. بدا الأمر وكأن كاليسي شعرت بمزاجي فقفزت على حضني، ووضعت يدها على خدي وكأنها تواسيني. ربتت على رأسها برفق، وشعرت بفرائها الناعم وجسدها الدافئ، وتبدد الكآبة في قلبي تدريجيًا.
لقد ملأني تفاعلي مع خاليسي بفرح ودفء لا ينتهيان. لم تكن مجرد جرو بل كانت رفيقة مهمة في حياتي. لقد أحببتها بشدة وكنت على استعداد للتضحية بكل شيء من أجلها.
نشأت خاليسي تدريجيًا تحت رعايتي، وأصبحت نشيطة ورائعة وذكية. كلما رأيت عينيها اللامعتين تتلألآن بالسعادة، امتلأ قلبي بالرضا والفرح. أدركت أن لقائي بخاليسي كان من أجمل الهدايا في حياتي.