في ضوء الشمس الغاربة، كانت سيسي تسير عائدة إلى منزلها، وقد أثقل التعب خطواتها قليلاً. كانت عيناها تتجولان بلا هدف في الشارع حتى استقرتا على قطة عجوز.
لم تكن هذه القطة تشبه أي قطة رآها سيسي من قبل. كان فروها باهتًا، وكان جسدها رقيقًا للغاية حتى أنها بدت وكأنها مجرد جلد وعظام، وكان عمودها الفقري مرئيًا ومظهرها المتعب الذي ينبئ بالعديد من المصاعب.
تباطأت خطوات سيسي لا إراديًا وهي تقترب برفق من القطة العجوز، راغبة في إلقاء نظرة أفضل. لم تذعر القطة عند اقترابها بل جلست بهدوء وكأنها تنتظر شيئًا ما.
انحنت سيسي ونظرت إلى القطة. رأت مزيجًا من الحذر والعجز في عينيها، مما أثار عواطفها. مدت يدها لتداعب فراء القطة برفق، لكنها تراجعت قليلاً، وكأنها خائفة.
لم تتراجع سيسي، بل طمأنت القطة بهدوء، وتحدثت بنبرة هادئة لتؤكد لها أنها لا تقصد أي أذى. وبتدريج، شعرت القطة بلطفها وبدأت تسترخي. ثم داعبت يد سيسي برفق، وكأنها تعرب عن امتنانها.
في تلك اللحظة، لاحظت سيسي متجرًا صغيرًا في زاوية عينها. فكرت ربما في شراء بعض الطعام لقطتها. دخلت المتجر بسرعة واختارت بعض لحم الخنزير والحليب. ولكن عندما وضعت الطعام أمام القطة، لم تأكل على الفور. بدلاً من ذلك، التقطت الطعام بعناية واتجهت نحو زقاق ضيق.
قررت سيسي أن تتبعها، فتتبعت القطة عبر الزقاق حتى وصلتا إلى صندوق من الورق المقوى المهترئ. وضعت القطة الطعام برفق بجانب الصندوق ونادته بصوت خافت. وسرعان ما ظهرت رؤوس عدة قطط صغيرة، وتجمعت بشغف حول القطة العجوز للاستمتاع بالوجبة.
اتضح أن القطة العجوز كانت ترعى هذه القطط الصغيرة المشردة بهدوء طوال الوقت. وقد تأثرت سيسي بهذا المنظر وقررت أن تأخذها جميعًا إلى المنزل لتوفر لها مكانًا دافئًا وآمنًا.
وبحرص، جمعت سيسي القطة العجوز والقطط الصغيرة، وأعادتها إلى شقتها. وأطلقت على القطة العجوز اسم "آفو"، وهو ما يرمز إلى الحظ العظيم، وأطلقت على القطط الصغيرة اسم "البركات الصغيرة"، وهو ما يدل على أنها ستعيش الآن معًا في منزل محب.
كان هذا اللقاء عند غروب الشمس بمثابة بداية فصل جديد لعائلة سيسي وآفو. فقد وجدت القطة التي كانت متعبة وحذرة ذات يوم، إلى جانب قططها المرحة والنشيطة، العزاء والفرح في رعاية سيسي، فملأت منزلها بالدفء والحب.