كانت المرة الأولى التي التقيت فيها بإيفا في مركز التبني. كانت أشعة الشمس تتسلل عبر النوافذ نصف المفتوحة، فترسم بقعًا ذهبية تتراقص على الأرضية الخشبية. وكان الهواء مليئًا برائحة خفيفة من عشبة النعناع البري ودفء الشمس. أخذت نفسًا عميقًا، وشعرت بمزيج من التوتر والترقب يملأ قلبي، وكنت أستطيع تقريبًا سماع دقات قلبي تتردد في الغرفة الهادئة.
عندما دفعت الباب برفق، استقبلتني موجة من الدفء. كانت القطط الصغيرة في الغرفة إما تتدحرج في مرح أو تستمتع بأشعة الشمس في الزوايا. ومع ذلك، انجذبت نظراتي على الفور إلى شخصية صغيرة. كانت تقف على حافة صندوق من الورق المقوى مثل محارب صغير، وكانت عيناه الكهرمانية تتلألأ بالفضول والرغبة في الاستكشاف.
اقتربت منه ببطء، وشعر بوجودي لكنه لم يُظهِر أي علامة خوف. خطا خطوات صغيرة وخفيفة نحوي، وكل خطوة تنضح بإحساس بالشجاعة والثقة، وكأنه يستعرض شجاعته. سمعت صوت حفيف مخالبه الصغيرة على الورق المقوى، وهو صوت تردد صداه في أذني مثل لحن مرح.
عندما انحنيت لأقترب منه، قام بحركة مفاجئة. تسلق بسرعة ساق بنطالي بحركات رشيقة ومتمرسة. شعرت بإحساس دافئ على كتفي وهو يقف هناك، حيث كان وزنه الخفيف وفراؤه الناعم يخلقان لمسة مريحة. دعمته بعناية، خوفًا من إثارة ذهول هذا المغامر الصغير.
جلس على كتفي، ورأسه الصغير مرفوع قليلاً، والتقت أعيننا. استطعت أن أرى الضوء في عينيه الكهرمانيتين، مزيج من البراءة والفضول والثقة. تشبثت مخالبه الصغيرة بإحكام بملابسي.
لقد انغمست في هذه اللحظة الجميلة، وكأن الزمن توقف. لقد شعرت بدفء الشمس على بشرتي، وسمعت مواء القطط الصغيرة المبهج، واستنشقت الرائحة المنعشة في الهواء. كل هذا جعلني أشعر بسعادة غامرة ورضا لأنني كنت أعلم أنني وجدت حبي من النظرة الأولى - هذه القطة الصغيرة الرائعة.
ذكريات تلك اللحظة ما زالت حية وحقيقية، وكأنني أستطيع لمس دفء الشمس، والشعور بأنفاس القطة، وسماع صدى دقات قلبي. هذه هي اللحظة الجميلة من أول لقاء بيننا، والتي ستظل محفورة في قلبي إلى الأبد.