في ركن مزدحم من المدينة، كان هناك كلب بني اللون يُدعى ويت. وفي أحد الأيام، وبينما كانت أشعة الشمس تتسلل عبر الفجوات بين المباني إلى الشارع، رأته آلي بالصدفة بالقرب من مقهى. كان ويت متكورًا في أحد الأركان، وكانت عيناه تعكسان شوقًا للحياة. وقررت آلي، التي امتلأت بالشفقة، أن تبدأ في الاعتناء به أثناء تنقلاتها. وفي نفس الوقت كل يوم، كانت تحضر له بعض الطعام وتطعمه عند مدخل المقهى.
كان الشارع مزدحمًا دائمًا بالمارة، لكن ويت بدا وكأنه لا يتعرف إلا على وجود آلي. وفي كل مرة تظهر فيها آلي في نهاية الشارع، كان ويت يهز ذيله بحماس ويركض نحوها، وكأنه ينتظر بفارغ الصبر لقاء صديق عزيز. وبالتدريج، اعتادت آلي على هذه الرفقة، وأصبح ويت الجزء الأكثر ترقبًا في يومها بعد العمل.
يومًا بعد يوم، كانت آلي تطعم ويت في المقهى لمدة ستة أشهر كاملة. أصبح ويت أكثر صحة وقوة تدريجيًا، وكانت عيناه تتألقان بحيوية جديدة. أخيرًا، في أحد الأيام، قررت آلي إحضار ويت إلى المنزل ومنحه منزلًا حقيقيًا. وتحت رعايتها الدقيقة، عاش ويت حياة سعيدة، مستمتعًا بالدفء والحب كل يوم.
ومع ذلك، تساءلت آلي كثيرًا عما إذا كان ويت يتذكر أيامه ككلب ضال. هل يتذكر انتظاره لها كل يوم؟ هل يتذكر الشكل المألوف الذي يظهر في نهاية الشارع؟ ربما أصبحت تلك الأيام في قلب ويت ذكريات ثمينة. ففي نهاية المطاف، في عالم الكلاب، كانت مثل هذه الرحلة الفريدة نادرة حقًا.
الآن، أصبح ويت كلبًا له قصة. لقد أثرت مرونته وذكاؤه بشكل كبير على آلي، وأصبح الوقت الذي أمضاه مع ويت أجمل ذكرى في قلبها. لم تغير هذه التجربة حياة ويت فحسب، بل أثرت أيضًا على حياة آلي بشكل عميق.