في ظهيرة أحد أيام الصيف الدافئة، زارت إميلي البالغة من العمر تسع سنوات ووالدتها مركزًا صغيرًا لإنقاذ الحيوانات. كان ضوء الشمس يتدفق عبر النوافذ نصف المفتوحة، ويلقي بقعًا ذهبية على الأرضية الخشبية. كان الهواء مليئًا برائحة العشب الطازج ودفء الشمس. أخذت إميلي نفسًا عميقًا وهي متوترة ومتحمسة، وشعرت بنبضات قلبها تتردد في الغرفة الهادئة.
فتحت الباب برفق، ورحبت بها موجة من الدفء. كانت الغرفة مليئة بالحيوانات الصغيرة، بعضها يلعب وبعضها الآخر يستمتع بأشعة الشمس. ومع ذلك، لفت انتباه إميلي على الفور شكل صغير. كان أرنبًا صغيرًا يُدعى بارني. يقف بارني على حافة صندوق من الورق المقوى، ويبدو وكأنه محارب صغير، وكانت عيناه الكهرمانية تتلألأ بالفضول والعزيمة في ضوء الشمس.
اقتربت إميلي ببطء من بارني، وشعرت بترقبه وفضوله. لم يتردد بارني؛ بل اتخذ خطوات خفيفة واثقة تجاهها، وكأنه يريد أن يُظهِر شجاعته وثقته. سمعت إميلي صوت "الصمت" الناعم لمخالبه الصغيرة على الورق المقوى، ولحنًا مبهجًا يتردد في أذنيها.
وبينما كانت إميلي تجلس القرفصاء لتقترب، قام بارني بحركة مفاجئة. تسلق بسرعة ساق بنطالها، برشاقة وسرعة. شعرت إميلي بإحساس دافئ على كتفها من وزن بارني الخفيف وفرائه الناعم. دعمته بعناية، خوفًا من إثارة دهشة مستكشفها الصغير.
استقر بارني على كتف إميلي، ورأسه الصغير مرفوع عالياً، وتقابلت نظراتهما. استطاعت إميلي أن ترى البهجة في عينيه، مزيجاً من البراءة والفضول والثقة. كانت مخالبه الصغيرة تتشبث بقوة بملابسها.
لقد فقدت إميلي صوابها في هذه اللحظة الجميلة، وكأن الزمن قد توقف. لقد شعرت بدفء ضوء الشمس على بشرتها، وسمعت أصوات الحيوانات الأخرى المبهجة، واستنشقت رائحة الهواء النقية. لقد جعلها هذا تشعر بسعادة غامرة ورضا، حيث أدركت أنها وجدت حبها من النظرة الأولى - أرنب صغير لطيف.
كانت ذكرى هذه اللحظة حية للغاية، وحقيقية للغاية، وكأنها تستطيع أن تلمس دفء الشمس، وتشعر بأنفاس بارني، وتسمع صدى دقات قلبها. كانت هذه هي اللحظة المثالية عندما قابلت بارني لأول مرة، وهي ذكرى محفورة إلى الأبد في قلب إميلي.